لست وحدك يا سيّد

لست وحدك يا سيّد

خليل حرب-

..وهل كنت ضيفاً تتنعم في قصورهم او ممالكهم ومشيخاتهم، ليحرموك واهلك منها؟! هل جاءوك يوما اخوة وسنداً وحليفاً، ليخذلوك ومحبيك الآن؟!
ألم يخوّنوك ويستخفوا برجالك كلما هبوا لدرء لدغة افعى العدو؟ هل تذكر يوم تبرأوا من «مغامرتك» في الـ 2006، ولما صمدت وصمدنا، جاء بعضهم يهلل للعرس الوطني الكبير؟ ألم تقل لهم كفوا عنّا شروركم ونحن أدرى بقتال عدونا وعدوكم؟ ألم يتهموا غزة من بعدك بـ«المغامرة» لمّا ثارت مطالبة بالحليب لأطفالها؟
من يذبح شيخاً كـ«النمر» لانه زأر في وجه منتهكي حقه، أو يجلد شاعراً على قصائده، أو مدوّناً تذمر، لا يسعه احتمال صدقك ولا قولك او بأسك.
ما أشبه اليوم بالامس. انت تشيع شهيدنا الحاج علاء البوسنة في انصار، وهم يجتمعون من خلفك لضربك ضربة غدر واحدة. وفي زمن كنت أنت فيه طفلا ـ وما كان «حزب الله» وما كنت لتتهم بالتدخل بشؤونهم ـ كان جمال عبد الناصر يرثي شهيدنا خليل عز الدين الجمل وجنازته تمتد من غور الاردن الى سوريا والبقاع والمسجد العمري وصولا الى الطريق الجديدة، وكانوا هم ايضاً يوحدون خناجرهم، وحناجرهم، على قتاله وتكفيره!
ما اشبه اليوم بالامس. يطوف الشيخ راغب حرب بعباءته المهترئة يجمع المال من الخيّرين في هذا الوطن الواسع ليحتضن الاطفال اليتامى في مأوى لائق، ويطلق رصاصة «المصافحة اعتراف»، ولا يجد، مثلك الآن انت الذي لا تنشد مالا ولا جاهاً، ، ملكاً او اميراً منهم، ناصراً او معيناً لأهلنا العزل تحت بنادق الاحتلال.
ألم تكونا وحدهما، دمشق وطهران، شقيقتين له كما هما بالنسبة إليك؟ ألم تكن بنادق اخوتنا الضالين مرفوعة تارة على «ثورة ايران» وتارة على السوفيات «الكفرة» وتارة على كل خصوم «الامبريالية» حول العالم؟ انهم ذات «الاخوة»، وخناجرهم هي ذاتها.
لطالما كنت وحدك يا سيّد. وهم يخجلون من عروبتهم وإسلامهم وأوطانهم واحياناً كثيرة من شعوبهم فيقتادونهم الى معارك خاسرة وبائسة وضالة، مثلهم. كم مرة تحايلوا تارة باسم «السلام» ليقتلوك؟ وتارة باسم «المذاهب» ليحاصروا ما أنت عليه ورفاقك وكل الرفاق الذين سبقوك على الطريق الى العروبة الحقة وفلسطين؟ عصابات الجاهلية التي ابتكروها الآن سلاحاً ضدك، ألم تخرج من أرحام ضلالهم؟ ألم يتوجوا في إعلامهم ومنابرهم وعواصمهم، ثوارا ملائكة في حرائق البصرة والشام وصنعاء وبنغازي والجزائر…؟
الم يقولوا قبلاً ان كابول أولى من القدس؟ الم يقولوا ان خرمشهر وعبادان وطهران أجدر بخرابنا من الصهاينة؟
غداً سيقول التاريخ انك كنت وحدك. صوتا صارخا في عالم صامت امام الدم اليمني والسوري والعراقي واللبناني والمصري والليبي المسفوك، وسيقول ايضا ان ايادي القاتل ستظل ملطخة بالدماء، ولم ينتصر. وانت، انت يا سيد لو كنت في غير زماننا ومكاننا لتوجوك ملكا على عروش البلاد، اصيلا، وفيا، ونبيلا.
لا، لسـت وحـدك يا سـيد.. ربما كــنا قلـة نحـن. كيتـامى الشـيخ راغـب. لكنـنا معـك.