حسين مني و أنا من حسين

حسين مني و أنا من حسين

بسم الله الرحمن الرحيم 

عن رسول الله صلى الله عليه و آله قال : "حسين مني، وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا "

حسين مني : جملة عظيمة ماذا اراد النبي صلى الله عليه و آله منها ؟؟ 

هل اراد ان يقول لامته ان الحسين حفيدي " حسين مني " !, 

بالطبع لا 

* أن العبارة في مقام ذكر المنقبة والفضيلة، ومن المعلوم أنه لا تلازم بين البنوة الصلبية للنبي والتحلي بالفضيلة، وابن النبي نوح على نبينا وعليه الصلاة والسلام أكبر شاهد على ذلك، فالنبي (ص) يريد بإثبات كون الحسين (ع) جزءا منه 
و هذا يعني ان الحسين تمام وجود النبي صلى الله عليه وآله و
منشعب ومتفرع من جوهر النبوة السامي اللطيف 

ومادام الأمر كذلك، فإن الجراحات التي أصابت بدن الحسين يوم عاشوراء قد وقعت على شخص رسول الله صلى الله عليه وآله ! إن المصيبة التي أصيبها الإسلام بالحسين عليه السلام هي المصيبة التي ثقلت في السماوات والأرض! المصيبة التي تهدمت بها أركان الهدى ، وأثرت على كل الوجود !




ثم يتابع النبي صلى الله عليه وآله فيقول: «وأنا من حسين» وهذا يعني عظم الأمر، فلا يمكن أن يكون النبي صلى الله عليه وآله جزءا من حفيده إلا أن يراد بذلك أن النبي صلى الله عليه وآله بشخصه ودينه محفوظ في سيد الشهداء عليه السلام، وأن بقاء النبي صلى الله عليه وآلهواستمرارية دينه تكون بالحسين عليه السلام ، ليكون كل ما يفعله الإمام الحسين عليه السلام تمثيلا وتجسيدا للنبي صلى الله عليه وآله ودينه وأهدافه

ثم ينتقل صلى الله عليه و آله ليقول : : أحب الله من أحب حسيناً.. ومعناها أن الحسين محبوب الله تعالى الى حد أن محبته محبة لله تعالى ! فما هذه العظمة، وما السبب في حدوث هذا الإنقلاب حتى صار حب الحسين حباً لله تعالى ؟!

يقول ا
لقاضي عياض المالكي المتوفى سنة 544هـ:
"كأنه (ص ) علم بنور الوحي ما سيحدث بينه وبين القوم فخصه بالذكر، وبيّن أنهما كالشيء الواحد في وجوب المحبة وحرمة التعرض والمحاربة، وأكد ذلك بقوله (ص): «أحب الله من أحب حسينا» فإن محبته محبة الرسول، ومحبة الرسول محبة الله". (تحفة الأحوذي للمباركفوري ج10 ص190 ط دار الكتب العلمية - بيروت، والإكمال في أسماء الرجال ص44) 

سلام الله عليك سيدي و مولاي ابا عبد الله 
اللهم اجعلنا ممن عرف الحسين حق معرفته