هل تحررت حماس من مقاومتها وأعلنتها حرباً على المقاومة؟

هل تحررت حماس من مقاومتها وأعلنتها حرباً على المقاومة؟
 
لم تقف حملات التزوير الإعلامي في العالم العربي والدولي حول حقيقة ما يحدث في حلب خلال وبعد تحريرها كاملة من قبضة الجماعات الإرهابية المدعومة خليجيا ودوليا على وسائل الإعلام الفتنوية المأجورة والتصريحات والبيانات الصادرة عن ذات الجهات التي دعمت الإرهابيين بالسلاح والمال والتغطية الإعلامية المفبركة.  لم تقف هذه الحملات عند تزوير حقائق وبث السم في عقول المتابعين على مواقع التواصل الإجتماعي من قبل بعض “الإعلاميين” بنشر صورٍ لتفجيرات في العراق, واخرى في باكستان وغيرها في أفغانستان على أنها من “مذابح الإبادة الجماعية” المزعومة في حلب.

اليوم يطل علينا العدو الصهيوني “مستنكراً وشاجباً” عبر شاشاته ما أسماه بـ “المذابح بحق المدنيين” في حلب, هو ذاته العدو الذي طالما استهدف الأطفال في فلسطين ولبنان, هو ذاته العدو الذي ارتكب أفظع المجازر في تاريخ البشرية بحق الشعب الفلسطيني واللبناني والمصري, اليوم يحاضرنا بالإنسانية, كالعاهرة تحاضر بالعفّة.

وللمفارقة, تطل علينا حركة “المقاومة” حماس, منفذة الأوامر القطرية الخليجية مشاركة بحملة ضد الوطن الذي حضنها يوم نُبذت من قبل جميع الدول العربية والغربية, تطل علينا حماس التي ما كانت لتستمر يوماً لولا دعم النظام السوري ذاته الذي تتهمه اليوم بأنه يقوم بـ “مجازر تقشعر لها الأبدان”. للمفارقة, تشارك حركة حماس بذات الحملة المسعورة التي يشارك بها العدو الصهيوني بتزييف الحقائق, واختراع خزعبلات حول اعدامات ميدانية تطال “الآمنون الأبرياء” بحسب تعبير حركة حماس في بيانها حول حلب.

تخرج علينا حركة حماس في ذكرى انطلاقتها بمسيرات رافعة راية الإنتداب الفرنسي بشعارات “كلنا حلب” و “حلب تحترق” و “حلب تُباد”, مناصرة الجماعات الإرهابية التي طالما قصفت بالقذائف منازل الأهالي الآمنين قاتلة الأطفال والنساء والشيوخ من الشعب السوري الذي تطالب اليوم في بيانها حمايته.  لم تخرُج يوماً مطالبة “المؤسسات الدولية والحقوقية والإنسانية في العالم بالتدخل الفوري والسريع من أجل وقف المجازر المروعة والموقوف إلى جانب” أطفال الفوعه وكفريا, أو نبّل والزهراء, والرقة وإدلب وغيرها من المناطق التي تعرضّت وتتعرض للذبح والقتل على ايادي كل من تنظيم داعش الارهابي وغيره من الفصائل الإرهابية المسلحة كما خرجت امس ببيانها مطالبة بوقف “القتل” المزعوم من قبلها وقبل ادارتها في قطر.

اليوم حماس تقف جنبا إلى جنب مع الكيان الصهيوني المغتصب ليس فقط للأراضي الفلسطينية بل وللدم الفلسطيني, العدو الصهيوني الذي قتل آلاف الاطفال الغزيين في حروبه المستمرة على القطاع.  تقف جنبا إلى جنب مع العدو بحياكة مؤامرة على إنتصار سوريا ومحور المقاومة والممانعة على الارهاب.  ذات المحور الذي طالما دعم حماس وقدم الشهداء من اجل ايصال الصواريخ التي مكنته من أن يرد على اعتداءات الصهاينة في السابق.

فهل أعلنت حركة حماس الحرب فعلا على من يدعم محور المقاومة والممانعه؟!!

مساء اليوم أمرت حركة حماس باعتقال المسؤول في حركة صابرين محمد حرب, ومداهمة منزل امين عام حركة صابرين الشيخ هشام سالم والتهجم على عائلته بالالفاظ النابية ومصادرة أجهزة المراقبة الخاصه والتسجيلات وعاثت خرابا في المنزل.

اليوم يقبع “رؤوس” حركة حماس في قصور قطر, حيث صدرت التعليمات بخراب الوطن العربي والتآمر عليه, من سوريا الى العراق الى مصر واليمن وليبيا.  ومع ذكر اليمن, فأين هي “انسانية” حركة حماس امام القتل المستمر لأطفال اليمن على يد المملكة العربية السعودية؟  اين هم من الدفاع عن الانسان وحقوقه في اليمن الذي طالما خرج نصرة لفلسطين واهل فلسطين وغزه واهل غزه وحماس ومقاومة حماس؟؟!!

كيف يمكن لمن يراقب قرارات حركة حماس اليوم أن يقنع نفسه أنها حركة مقاومة؟  تقاوم من وهي تصطف في ذات الخندق مع العدو الصهيوني بالتآمر على من تآمر عليه العرب والغرب بسبب موقفه الداعم للقضية الفلسطينية؟  كيف يمكن ان نقنع أنفسنا بأن حركة حماس حركة مقاومة, وهي تدعي أن من حرر حلب يرتكب جرائم بحق الإنسانية, ومن حرر حلب هو ذاته المقاوم الذي قهر الجيش الذي لا يُقهر؟ إن ما تقترفه حماس اليوم هو خطأ تاريخي بحق كل دماء الشهداء ارتقت رافعة تلك الراية الخضراء, من الشيخ أحمد ياسين إلى الرنتيسي إلى أحمد الجعبري والمجاهدين.

فهل حقاً سياسة حركة حماس اليوم.. سياسة حركة مقاومة؟!!!