الحريري يشعل الفتنة السنية ــ الشيعية

الحريري يشعل الفتنة السنية ــ الشيعية

لم نصدق كيف ان لبنان استقر امنياً وبهدوء وبعيدا عن الفتنة السنية – الشيعية، وقام سماحة السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري بدورين كبيرين وخاصة حزب الله في الابتعاد عن الفتنة السنية – الشيعية، وفي ابعاد نارها عن لبنان. ثم ان الاجهزة الامنية أدت دورا كبيرا في ضرب شبكات الارهاب وكل يوم نسمع عن خبر اعتقال عناصر من شبكات الارهاب والارهابيين والاصوليين الذين هاجموا عرسال وفجّروا في الضاحية وفي برج البراجنة وفي بيروت وكانوا يعدون لتفجيرات كثيرة سلفية ارهابية اصولية. وهذا دور مشهود به للقوى الامنية من جيش وقوى امن داخلي وامن عام وامن دولة بأنهم استطاعوا السيطرة على شبكات الارهاب، كذلك ان اقدام الجيش اللبناني على الدخول الى احياء في عرسال واعتقال الذين ذبحوا العسكريين من الجيش اللبناني ما كان ليتم لولا ان حزب الله لم يحارب الاصوليين التكفيريين في القلمون وفي جرود عرسال وصولا الى الزبداني، وكل هذه المناطق وقام باراحتنا من داعش وجبهة النصرة اللذين ما زال خطرهما يهدد لبنان، لكن بتعاون الجيش اللبناني، وحزب الله والشعب اللبناني استطعنا رد الخطر الارهابي التكفيري عن الساحة اللبنانية. جاء الرئيس سعد الحريري الى لبنان بعد فترة غياب وهذا حقه كرئيس حكومة سابق وكوريث للشهيد الرئيس رفيق الحريري، ان يؤدي دوره السياسي على الساحة اللبنانية، لكن ان يقوم باشعال الفتنة السنية – الشيعية فهو امر مستغرب جداً لان الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم يلعب على الفتنة السنية – الشيعية، ولم يقم يوما بتنظيم ميليشيا كما قام خلال فترة بتنظيمها الرئيس سعد الحريري في مناطق عديدة من لبنان، الى ان حسم الجيش اللبناني الموضوع وأزال الميليشيا التي أنشأها الرئيس سعد الحريري وقام بتمويلها في خطة منه للتوازن مع حزب الله الذي هو مقاومة ضد اسرائيل، وقام بردع اسرائيل وهي التي كانت تعتدي علينا كل شهرين او ثلاثة فألزمها باحترام خط الانسحاب الازرق، الى حين تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا واحقاق الحق الفلسطيني المهدور من قبل اسرائيل وهي سرطان المنطقة. ان يعلن الرئيس سعد الحريري ان السعودية عاقبت لبنان بسبب حزب الله والتيار الوطني الحر، هل يريد ان يقول ان السعودية عاقبت لبنان لان التيار الوطني الحر وحزب الله لم يسيرا بترشيح الرئيس سعد الحريري للوزير سليمان فرنجية، ام يريد ان يقول ان حزب الله والعماد ميشال عون ليسا من العروبة والسعودية تريد محاسبتهما لانهما ليسا عربيين، كأنما تاريخ الرئيس سعد الحريري في العروبة هو نضال ومواجهة مع العدو الاسرائيلي وبطولات من اجل الشعب الفلسطيني ومن اجل عروبة لبنان ومقاومة اسرائيل التي احتلت لبنان سنة 1982، وقامت المقاومة بقيادة حزب الله بتحرير جنوب لبنان من بيروت الى صور الى بنت جبيل الى الخيام الى النبطية الى ان انسحبت اسرائيل مهزومة من لبنان تحت ضربات المقاومة. يقول الرئيس سعد الحريري انه يريد ان نكون عرباً، فما هو مفهوم العروبة؟ أليست العروبة مقاومة اسرائيل، وهل ناضل الرئيس سعد الحريري في مقاومة اسرائيل واين هو في نضاله من مقاومة اسرائيل، من نضال المقاومة اللبنانية التي هزمت اسرائيل وقدمت آلاف الشهداء والجرحى والمعاقين في سبيل دحر العدو الاسرائيلي من لبنان وتحرير الارض اللبنانية واسترداد السيادة اللبنانية من الاحتلال الاسرائيلي؟ لقد اخطأت السعودية جدا عندما عاقبت لبنان والغت هبة الثلاثة مليارات دولار، لدعم الجيش اللبناني الذي هو جيش كل لبنان، وليس جيش التيار الوطني الحر ولا جيش حزب الله، بل هو الجيش اللبناني المؤلف من كل اللبنانيين ومن كل المناطق ومن كل الطوائف ويؤدي دورا وطنيا في الدفاع عن لبنان والقيام بواجباته اللبنانية والعربية. واذا كانت السعودية منزعجة من حزب الله وترى انه عنده قوة كبيرة عسكرية فهذه القوة العسكرية هي للدفاع عن لبنان، ولكن معاقبة الجيش اللبناني بحرمانه هبة 3 مليارات دولار، هي اضعاف للجيش اللبناني، واذا كانت تريد التوازن مع حزب الله فان الجيش اللبناني القوي هو اداة تحقيق التوازن عبر تسليحه وتقويته وتعزيزه، ثم ان يرمي الرئيس سعد الحريري السبب على العماد ميشال عون وحزب الله في القرار السعودي فانه يؤكد ان السعودية تريد التدخل في قلب الشؤون اللبنانية وفرض موقفها على السياسة اللبنانية وعلى الجيش اللبناني، وفرض قراراتها على انتخابات رئاسة الجمهورية، ومن لا يسمع الكلمة من الرئيس سعد الحريري ويقبل ما يريد في انتخابات رئاسة الجمهورية، تعاقب السعودية لبنان كله والجيش اللبناني على ذلك بالغاء هبة الـ 3 مليارات دولار، ربما السعودية لا تعرف عزة النفس اللبنانية، وربما الرئيس سعد الحريري يعتبر ان زيارته الى مجلس الصداقة في طرابلس، وتحريك السنّة في لبنان، يؤديان الى تحقيق العروبة، والطائفة السنية الكريمة لها تاريخ كبير ومجيد في الخط العربي التاريخي للبنان، وليست بحاجة الى سعد الحريري كي نقول اننا عرب، السنّة كانوا رأس الحربة في العروبة دائما في لبنان، والمقاومة هي عنوان العروبة في لبنان، ونحن الان امام تصاعد الفتنة السنية – الشيعية بسبب سياسة الرئيس سعد الحريري، المذهبية، وهذا الشخص الرئيس سعد الحريري خطر على لبنان، ويدفع بالقيادة السعودية الى معاقبة الجيش اللبناني ولبنان كله بحرمانه الـ 3 مليارات دولار، وهو يدعونا الى حل القصة مع السعودية، كأننا نحن شحاذون او مستعبدون من السعودية، فنحن لا نريد «تربيح الجميلة» لنا من السعودية من سعد الحريري، ولا نريد المليارات من السعودية، ونحن اللبنانيين اغنياء بعزة نفسنا وكرامتنا وشرفنا، وسعد الحريري يسيء الى كرامة وعزة نفس اللبنانيين عندما يطلب منهم الخضوع للسعودية، حتى ان السعودية ليست كذلك، لكن سعد الحريري يقدم معلومات خاطئة للسعودية كي تنتقم من اخصامه السياسيين في لبنان، وتنتقم من الجيش اللبناني، لانه حارب داعش وجبهة النصرة، وحارب تيار سعد الحريري من خلال حملته الامنية في الشمال، ومن خلال فرض الامن في بيروت وصيدا ولبنان كله، وكيف يحق لسعد الحريري باسم السعودية ان يطلب من الدكتور سمير ان يتخلى عن العماد ميشال عون ويرشح الوزير سليمان فرنجية، فهل الدكتور سمير جعجع هو حليف لسعد الحريري ام عبد عنده، ليطلب منه سعد الحريري كذلك؟ ويتناسى ما قدمته القوات اللبنانية من شهداء في سبيل لبنان، وما قدمه العماد ميشال عون في سبيل لبنان، والاثنان دفعا ثمنا باهظا، العماد ميشال عون دفع ثمن ابعاده 15 سنة لرفضه السياسة الحريرية في لبنان والدكتور سمير جعجع دفع ثمنا غاليا بسجنه 11 سنة، يوم كان سعد الحريري يتسلى ويلعب ويتغنج وجاء اليوم يفرض سطوته باسم السيف السعودي. ونحن نتمنى على السعودية ان تكون لكل اللبنانيين ومنفتحة على كل اللبنانيين، وان يتسع صدرها للانتقادات، فوزير خارجيتها الجبير كل يوم يعطي درسا في التصريحات العنيفة ولا احد يقول له شيئا، فهل ان الذي عنده بترول ومال وسياسة اميركية له الحق في اخضاع لبنان وخلق الفتنة السنية – الشيعية في لبنان لان سعد الحريري يعتبر نفسه فقد شعبيته السنية واصبح خالد الضاهر زعيما سنياً في عكار، واصبح الوزير اشرف ريفي زعيم السنّة ايضا في طرابلس، واصبحت قيادات سنية كثيرة هو الحريري يقول انها لا تمثله، بينما هي تمثل شعبية كبيرة لدى الطائفة السنية، وسعد الحريري يريد استرداد زعامته السنية بالتطرف السني والتطرف السني لدى سعد الحريري هو مهاجمة الطائفة الشيعية وحزب الله وايران، من دون سبب لان الاستقرار السياسي مؤمن في لبنان وموجود ورئيس الجمهورية سواء كان موجودا او غير موجود فقد جعله الطائف تمثالا في بعبدا لا يقرر شيئا بل يقرر كل شيء رئيس الحكومة، الذي يريد سعد الحريري هو ان يكون رئيس مجلس الوزراء، ويحكم البلاد كما يريد، ويريد ان يأتي برئيس الجمهورية الذي يريده وان يأتي برئيس مجلس الاعمار الذي يريده، ويريد ان يسيطر على الادارة اللبنانية كلها، في وقت بات لبنان لا يقبل شعبه الاستعباد والاقطاعية، وشراءه بالاموال الحرام، ومعاقبته كما فعل سعد الحريري مع السعودية. اذا استمر سعد الحريري في سياسته المذهبية هذه فهو خطر على لبنان، ويجب منعه من التعاطي السياسي، ويجب الانتباه الى خطره على استقرار لبنان، لان الفرق كبير جدا بين الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبين الرئيس سعد الحريري، فالشهيد كانت سياسته الاعتدال والكلمة اللطيفة، بينما سعد الحريري هو استفزازي ومحرّض من مذهب على مذهب، فأين العملاق من القزم؟ ويبقى ان حقيقة الامور تدل على ان سعد الحريري هو خطر على لبنان ويجب عدم التعاطي معه، واكبر خطأ يقوم به حزب الله هو التفاوض الجاري في عين التينة بينه وبين تيار المستقبل، لان على حزب الله ان يضع شرطا كي يفاوض تيار المستقبل، وهو ان يتوقف سعد الحريري عن اشعال الفتنة السنية – الشيعية. شارل أيوب