من مسقط رأسه في جبشيت فبيروت مروراً بالنجف الأشرف فطهران وانتهاءً بشهادته المدوية ظل الشيخ راغب حرب ملجأ المؤمنين وحضن المقاومين..
رحلة العلم:
حياته كشهادته صاخبة هادرة تملأ أسماع الزمان والمكان وتختصر حياة الإنسان المتمرد الطامح دوماً نحو الحرية والعدالة والكرامة.. ولد عام 1952 م في بلدة جبشيت وفي العام 1969 م غادر إلى بيروت لطلب العلوم الدينية ثم أمضى رحلته العلمية متنقلاً بين لبنان والنجف وفي العام 1974 م عاد إلى جبشيت.
المصافحة اعتراف:
عرف الشهيد الشيخ بصلابته في مقارعة الاحتلال، وقد أقام في جبشيت صلاة الجمعة التي كانت تعتبر مدرسة تخرج المجاهدين وترسم طريق الجهاد في مواجهة الاحتلال.
وفي أحد الأيام جاءه جنود الاحتلال، فصرخ بوجوههم ليعودوا، فتقدموا حتى وصلوا إليه ومد أحد ضباط الاحتلال يده لمصافحته ولكن الشيخ أبى ورفض فقال له: وهل أيدينا نجسة، فأجابه الشيخ: أنتم محتلون ولا أريد مصافحتكم أخرجوا من هنا لا أصافحكم ولا أجالسكم. وهكذا أفهم العدو وأعطى درساً عملياً للصديق أن لا لغة لنا نستعملها مع المحتل سوى لغة المقاومة.
الخميني إمامنا وقائدنا:
في عام 1983 كان اعتقال الشيخ على يد الصهاينة، حيث كانت مواجهته لهم في المعتقل من نوع آخر، فقد مارس الأعداء بحق الشيخ التعذيب النفسي ليوهنوا من عزيمته وإرادته لكنهم اصطدموا بعناده وإيمانه، وقد أجابهم عن كيفية حل المشكلة: (برحيلكم عن أرضنا) وأجابهم على سؤالهم ماذا يمثل إليكم الخميني: (هو إمامنا وقائدنا). هذه الكلمات منه في الاعتقال تمثل الموقف الواضح ورؤيته الصادقة للإمام الخميني قدس سره الذي كان كثيراً ما يذكره باسم أمير المسلمين.
الاغتيال الآثم:
في 16/02/1984م وبعد أن أمَّ الشيخ رضوان الله عليه الصلاة جماعةً، وكعادته في ليالي الجمعة قرأ بصوته الخاشع دعاء كميل، وأثناء خروجه للسهر مع إخوانه، صوّب العملاء عليه رصاص حقدهم الغادر فروى بدمه الطاهر عطش الأرض مردداً كلماته الأخيرة (ألله أكبر، ألله أكبر)
هذه الشهادة: إننا ننتظرها:
قال سماحة السيد عباس الموسوي رضوان الله عليه: أن هذه الشهادة لم تكن مفاجئة لنا إننا ننتظرها منذ زمن وننتظر أن يستشهد كل علمائنا المجاهدين في الجنوب .
هدية الإمام الخميني قدس سره:
كان الإمام الخميني قدس سره يهتم بالشيخ راغب حرب حتى أنه أهداه مرة عباءة وهي التي استشهد الشيخ وهو يرتديها.
قتلوه فتصاعدت المقاومة:
قال سماحة السيد حسن نصرالله حفظه الله: هكذا كان الحال مع الشيخ راغب، قتلوه فتصاعدت المقاومة وخرجت "إسرائيل" من العاصمة، من الجبل، من البقاع الغربي، ومن أغلب الجنوب باستثناء الشريط المحتل.