حقوق الوالدين

حقوق الوالدين

ايها القارئ الكريم لقد ذكرنا - فيما مضى – ما تيسر من التعاليم الاسلامية للطفل الذي مر ذكره في اول الكتاب وبقي هنا شيء لم نتطرق لذكره حتى الان وهو مهم جدا فينبغي ان نلفت نظر هذا الشاب وهو : حق الوالدين اللذين اتعبا نفسهما لهذا الولد وتحملا المشاكل والالام في سبيله ابتداءاً من أيام الحمل الى ولادته ثم مرحلة الرضاع ثم الفطام وما هناك ن اتعاب تحملتها الام وحدها في مرحلة التربية والاموال التي صرفها الاب على ولده في مطعمه وملبسه وتمريضه وتعليمه وغير ذلك فلهما حقوق على الولد تجب رعايتها .

فاستمع أيها الشاب لما يلقى عليك من تعاليم دينك، فهذه جُملات مقتطفة من القرآن الكريم والاخبار والاحاديث الواردة عن الرسول صلى الله عليه وآله وعن اهل البيت عليهم السلام . 

[قال تعالى : {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً} [الإسراء/23، 24]]

فأحسن صحبة والديك ولا تكلفهما أن يسألاك شيئا مما يحتجان إليه {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} إن ضجراك {وَلَا تَنْهَرْهُمَا} إن ضرباك { وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} { وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ} ولا تملأ عينيك من النظر إليهما إلا رحمة، ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما، ولا يدك فوق أيديهما، ولا تتقدم أمامهما ولا تمش بين أيديهما.

ضع اللقمة في فمهما إذا عجزا عن الاكل، واستغفر لهما وصل وصم وحج عنهما بعد موتهما، {وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً} .

وأكرم أمّك أكثر من أبيك، فقد قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله أي الوالدين أعظم ؟ فقال : "التي حملته بين الجنبين وأرضعته من الثديين وحضنته على الفخذين وفدته بالوالدين"[1].

وقال رجل لرسول الله صلى الله عليه وآله : إن والدتي بلغها الكِبَر وهي عندي الآن أحملها على ظهري وأطعمها من كسبي واميط عنها الاذى بيدي وأصرف عنها مع ذلك وجهي استحياءً منها وإعظاماً لها فهل كافأتُها ؟ قال صلى الله عليه وآله : "لا، لأن بطنها كانت لك وعاء، وثديها كان لك سقاء، وقَدَمها كان لك حذاء، ويدها كان لك وقاء، كانت تَصنع ذلك لك وهي تتمنّى حياتك وأنت تصنع هذا بها وتُحبّ مماتها" [2] .

المصدر : الإسلام والتعاليم التربوية – السيد محمد كاظم القزويني / ص 102 - 104

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]- مستدرك الوسائل / ج 15 / باب 70 / ص 182 / ح 3.

[2]- مستدرك الوسائل / ج 15 / باب 70 / ص 180 / ح 3.