المرأة ونجاحها في الحياة

المرأة ونجاحها في الحياة
 

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
    هل سألت المرأة نفسها انها ناجحة ام فاشلة في الحياة؟ وهل بحثت عن سبل النجاح ام تدع الحياة تفعل وتسير فيها ما تشاء؟
 كثير من النسوة تجعل مفهوم النجاح عند باب المدرسة او الجامعة، في حين ان مشاريع النجاح ملازمة لها حتى في حياتها العامة سواء كان في العمل الخارجي او الداخلي مع الاسرة في البيت كزوجة ومربية.

 

 النجاح مطلب يجب ان تحققه المرأة المسلمة وتصل اليه في جميع الميادين؟ يمكن للمرأة ان تكتشف سر النجاح لديها وذلك باتباع بعض البرامج او الطرق المؤدية الى النجاح:

 

    1- السير الى التميز: وذلك عن طريق الايمان بالله العظيم وبالمداومة على رفع مستوى الايمان بفعل الاعمال الصالحة وترك الاعمال المنكرة والدخول في الغيبة او النميمة او ما شابه ذلك، والاكثار من النوافل كالصلاة والتسبيحات او قضاء الصلاة التي كانت فائتة ايام الصبا والصغر من عمر 9 سنوات هلالية والدخول في العاشرة. او الاحتراف وذلك برفع المستوى الانتاجي والكفاءة والفعاليات في العمل او المهنة الخاصة بالمرأة، او بالعلاقات الجيدة الايجابية مع الاخرين لكي تكون مقبولة ومحمودة عند الاكثر من الناس. إن رضى الله من مصادر السعادة التي هي ثمرة التميز والتي تؤدي إلى الإنجاز وإسعاد الآخرين..

 

    2- تحديد الهدف: تنقسم الاهداف الى قسمين: اهداف دينية واهداف اجتماعية. فيكون الهدف الديني بقراءة جزء من القران الكريم كل يوم او قراءة تفسير آية من القران الكريم او اداء جميع الصلوات في المسجد وإذا أمكن تكون جماعة لما لها من الفضل العظيم الذي لا يحصي ثوابه الا الله. وعلى صعيد الاهداف الاجتماعية الجلوس كل يوم ساعة أو ساعتين مع الاطفال والمواظبة على زيارة العتبات المقدسة في الشهر اقل شيء 10 مرات مع الجيران او الصديقات المتدينات او توزيع كتاب ديني في المساجد او قران كريم او كتب ادعية. فبمواصلة هذه الاهداف لمدة زمنية مستمرة سوف يبرز الهدف وتصبح المرآة عنصر فعال في المجتمع. وتحديد الهدف الشخصي الحصول على تقييم عالي في السنة الحالية أي درجات عالية فإنها ترفع من المعنوية عند المرأة وكذلك تعلم ثلاث كلمات في اللغة الانكليزية كل يوم وممارسة رياضة المشي كل يوم لمدة نصف ساعة. وان يكون الهدف واضح ومحدد وعملي وطموح وانجازه محدد الوقت.

 

    3- ترتيب الاولويات: عندها يجب تحديد الأولويات بما هو عاجل وغير عاجل وبما هو هام وضروري وغير ضروري.

 

    4- التخطيط: اولاـ حددي وضعكي الراهن، وثانيا ـ حددي صورة المستقبل، وهناك ستة مستويات:
    الاول: مدى الحياة، وذلك بوضع رسالة وغاية للحياة، وذلك بوضع أهداف كبرى لتحقيقها وخطة من ثلاث إلى خمس سنوات، تحديد هدفين أو ثلاثة فقط خلال هذه السنوات منبثقة من الأهداف الكبرى. وخطة سنوية، وضع برنامج عملي على مستوى السنة لتحقيق هدف واحد أو أكثر من الأهداف التي وصفت في المستوى الثاني. خطة شهرية، وضع جدول محدد واضح وقابل للإنجاز، خلال تاريخ محدد. خطة أسبوعية، تحديد أول يوم من كل أسبوع لدراسة الأهداف الشهرية، ووضع الخطوات والآليات وتحقيقها. وخطة يومية، فهي بمثابة الخلية في جسم الكائن الحي، فهي وحدة التركيب، لجمع الخطط، وعلى قدر الفعالية من استغلالها لتحقيق جميع الأهداف(1).

 

    4- التركيز: يساعد التركيز على انجاز المهام بسرعة وبدقة وبدون اعادة. ومنها الاستعانة بالله والتوكل عليه، قبل البدء بأي عمل. وتحديد وقت لبداية العمل وآخر لنهايته. والتفكير في الفوائد والمنافع التي ستحصلين عليها عند إكمال العمل ولا تفكري في العوائق والعقبات. وابتكار أساليب جديدة لإنجاز المهام والخروج من الروتين الممل. وتجنب المقاطعات عند مباشرة الأعمال التي تحتاج إلى تركيز شديد. والالتزام بالصبر والهدوء مع قوة الإرادة، وعدم تحميل النفس فوق طاقتها وعدم انتظار الحوافز والثناءات التي يقدمها الآخرون، وكوني إيجابيةً في نظرتك لنفسك وللآخرين واستعمال أسلوب السبع دقائق للتركيز في الأعمال التي تشعر بعدم الرغبة في بدءها. اذا كان لديك عمل لا ترغبين فيه فاعطي من نفسي 7 دقائق فان كان هناك رغبة في المواصلة فلابد من المواصلة فيه وان بقيت عدم الرغبة في المواصله فيه فاتركيه.

 

    5- جهاد النفس: وتكون كما يلي ، مجاهدة العدو الأول (الشيطان) ويكون ذلك بالمداومة على الاستعاذة بالله من الشيطان، وإخلاص العبادة لله والتقرب منه والمداومة على ذكره، ومراقبة الله في القول والعمل والنية، ومن الأمور الهامة في مجاهدة الشيطان عدم الغضب لأنه من أكبر مداخل الشيطان. مجاهدة العدو الثاني (النفس) تعويد النفس على الصبر على المكاره لتحيين حياة كريمة، وتعويدها على تحمل المسؤوليات، والتضحية بما قد تميل له النفس من أمور وشهوات تعود بالضرر في الدنيا والآخرة و تربية النفس.
    التخلص من معوقات الفعالية، وهي: الحيل النفسية.
    والتبرير: التبرير السلبي الذي يستخدم كوسيلة للهروب والدفاع عن النفس.
    والتقليد السلبي للآخرين.
    والكبت النفسي: وهو رفض الاعتراف بالمشكلة والهروب منها كحل مؤقت.
    العجز والكسل: وهو عدم الفعل وأيضاً عدم المبادرة أو المحاولة وهو خلق ذميم يجب على المؤمن أن يتخلص منه ويستعيذ بالله منه كما كان يفعل المصطفى (صلى الله عليه وآله) لما له من آثار سلبية في الدنيا والآخرة.
    الفوضى والتسويف: الفوضى من أكبر أسباب ضياع الوقت الذي هو عمر الإنسان وحياته والذي يؤدي إلى شل فعاليته وحيويته.
    والتسويف داء عضال يصبغ حياة الإنسان بالهامشية والضياع.
    مشاعر الفشل: وهو الشعور بخيبة الأمل والإحباط عندما لا يحالفنا الحظ في تحقيق هدف أو إنجاز مهم. وهو أمر طبيعي في حياة الإنسان ويجب مواجهته وذلك يطرد مشاعر الحزن وتذكر نعم الله العظيمة الأخرى وعدم اليأس من إعادة المحاولة.

 

    6- إعادة التوازن: ومن المؤشرات لبناء عادة التوازن في الحياة: وتوازن الأهداف الكبيرة في حياتك من خلال العادة الثانية التي تم فيها وضع الأهداف ويجب التنبيه إلى عدم جعل أحدها يطغى بشكل كبير على الآخر كأن تطغى الأهداف الشخصية على الأهداف الاجتماعية.
    وتوازن الوسائل والآليات التي تحقق الأهداف: توزيع الوقت لتحقق الأهداف، يجب أن يكون بطريقة متوازنة وذلك بتحديد الوقت اللازم لإنجاز قائمة الأعمال اليومية.

 

    وكذلك التوازن بين العمل والحياة الخاصة: يجب الفصل التام بين العمل والحياة الخاصة، ويكون ذلك بترك هموم العمل في المكتب (مقر العمل) وإعطاء التفرغ الكامل للعبادة وللأسرة والحياة الخاصة بمجرد ترك العمل.

 

    والتوازن بين العقل والعاطفة: يجب عدم التحيز للآراء الشخصية والأمور التي يرى الشخص أنها هي الأفضل في نظره ولكن يجب الحكم على الأمور بطريقة متوازنة والعدل فيها. لقد أظهرت كربلاء جوهر شخصية السيدة زينب، وكشفت عن عظيم كفاءتها القيادية، كما أوضحت السيدة زينب عليها السلام وكانت النموذج الواقعي للعالم حقيقة ثورة كربلاء(2).

 

    وليس هناك من مانع من مشاركة المرأة في العمل السياسي والاجتماعي والثقافي، والتخلي عن النموذج الخاطئ الذي لا علاقة له بالإسلام، فالنموذج الذي تقدمه السيدة زينب يقول أن الإسلام هو الذي أمرها بمواكبة التغيرات والانفتاح على الثقافة الإنسانية، وأن ما قامت به السيدة زينب هو رد صريح على الرؤية الدونية والمقيتة عند الكثير من الذين فهموا الدين فهماً خاطئاً. وعن المرأة بالذات.