اللاهدفية عند الشباب تسبب الكآبة.

اللاهدفية عند الشباب تسبب الكآبة.

الصراعات النفسية عند الشباب التي لا يعلمها الشاب في نفسه موضوع غريب!!
فان اقرب الاشياء الى الانسان بعد الله تعالى هو الانسان نفسه، ومع ذلك فهو يجهل نفسه، وهذه من المعاجز الالهية وهو ان الله تعالى يتحدى الانسان الذي لا يعرف نفسه، وكلما بحث الانسان في نفسه يكتشف ان له مزايا وامور لم يكن يعرفها  قال تعالى{ سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ}"فصلت آية 53 ".

 

فمن هذا المنطلق _البحث داخل النفس _ نستطيع ان نعرف من اين تأتي الكآبة للشباب بالذات:

 

   وهو انه لكل انسان لديه قوة او قوات نفسية وهذه القوات او الطاقات غير موجهة الى شيء تُشغل به ،مما يولد لدى الشباب الضمور والكسل اللذان يؤديان الى الكآبة بسبب عدم معرفة توجيه هذه الطاقات النفسية.

 

اما ان كان الشاب لديه مبدأ او هدفا ساميا يكون منطلقا لقواه النفسية ، فإن هذا سيدير دفة قواه وطاقاته  ومدركاته النفسية والروحية الى هذا الهدف السامي الذي يرفع من شخصية الشاب ويرفع معنوياته ويجعله يبني نفسه الى ما هو صلاح وخير لنفسه ولأهله ولمجتمعه ويكون انسانا فعالا في مجتمعه.

 

وهذا التوجه للقوى النفسية يبعد عن الشاب الفراغات النفسية وملؤها بالعمل والنشاط المساهم في اضمار الكآبة والعوارض النفسية التي تحول دون الشاب وشخصيته الناجحة.

 

إن للشباب طاقة عظيمة لا يدركها الكثير من الشباب، فعند الفراغ وعدم اشغال هذه الطاقة فيما هو سامي فإن هذه القوى الشبابية إن لم تتوجه الى ما هو هادف فإنها (إما ان تبقى مضمرة وإما ان تتوجه الى رغبات النفس الدنيوية والعياذ بالله) وكلاهما يؤدي الى تحطيم شخصية الشاب، فإن الروح الشبابية هي من اجمل الارواح واصفاها واقواها وتميل الى ما هو حسن ولطيف.

 

فإضمار القوى الشبابية او توجهها نحو الرغبات النفسية يلوث الروح الشبابية عند جميع فئاته مما يسبب الكآبة عند الشباب.

 

إضافة الى ذلك ان الشاب الذي يجعل له هدفا في حياته فإنه يكون:
اولا:يتسم بالنشاط في العمل وعدم الشعور بالملل.
ثانيا:يصبح شخصا هادفا في المجتمع ويشار له بالبنان.
ثالثا : يصل الى اهدافه ويحقق النجاح المستمر فيها.
رابعا: يصنع من نفسه انسانا يتحمل جميع الصعاب والمسؤوليات الحياتية وتكون بنظره طفيفة سهلة المعاملة والعلاج.
خامسا: يصبح القدوة لبقية اصحابه واحبابه ويكون مرجعهم في امورهم ويستشيرونه في اعمالهم.
وكثير من النقاط التي لا تحصى.

 

فإن اردنا ان نجعل هيكلية بدائية لعمل الشاب وبرمجة حياته ووقته ، نضع مثال على شكل نقاط:

 

اولا: تحديد هدفا سامي :مثل ان يكمل الشاب جامعة اجتماعية ، ويسعى الى فتح مؤسسة تثقيفية تعني برعاية الايتام وكفالتهم والاعتناء بدراستهم وما الى ذلك ، او أي مؤسسة او شركة وما شابه ذلك.ثانيا: الاستشارة من اصحاب الخبرة في مجال العمل الذي يقدم عليه .
ثالثا : التوكل على الله تعالى في كل صغيرة وكبيرة.
رابعا: التحلي بالصبر والحلم والحكمة وسماع الموعضة.
خامسا: ان يجعل الشاب لنفسه برنامجا لترتيب وقته على شكل جدول زمني.

 

   ولا نغفل ان للشباب تطلعات واسعة وفكر حاذق وافكار وابتكارات كثيرة وان الكثير من الشباب قد استثمروا هذه الطاقات وتوفقوا في جميع المجالات سواء في المجالات الاجتماعية او الصناعية او غيرها وهؤلاء الشباب لا يختلفون عن غيرهم فهم لديهم نفس العقول والامكانيات ، إلا انهم وجهوا  قواهم وطاقاتهم نحو الهدف الذي حددوه وعلموا انه ملائم لهم ومناسب لإمكانياتهم فبرزوا في اختصاصاتهم المتنوعة.

 

   وهذا لا يمنع _ايها الشاب_ ان تجعل لك هدفا وتنطلق لتحقيقه مهما كانت الظروف والصعاب ما دمت على مطالبتك لتحقيق هدف نبيل يرفع من مستواك الفكري او العملي او المهني ،وترفع معك دفة من المجتمع وتجعلهم تحت ظلالك.