فاطمة الزهراء عليها السلام فاطمة

فاطمة الزهراء عليها السلام فاطمة

بنت محمد

هجري: 6.20.-8 حتى 3 أو.11.6.10
أو 5.13ا.11

 632 - 614  :ميلادي

فاطمة الزهراء هي بنت النبي محمد (ص) ابن عبد الله ابن عبد المطلب ابن هاشم و بنت السيدة خديجة. هي حسب الروايات أيضاً أم نساء العالمين و بدلك تكون أعظم منزلة و مفاماً من أمهات المؤمنين. و حسبالروابات فهي أيضأً سيدة نساء العالمين.

روى الحاكم في المستدرك بسنده عن عائشة : أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال ـ وهو في مرضه الذي توفّي فيه ـ :
« يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء العالمين ، وسيّدة نساء هذه الاُمة ، وسيّدة نساء المؤمنين ؟ »(انتهى)

فاطمة الزهراء (ع) هي زوجة الإمام علي (ع) و أم الإمام الحسن (ع) و الإمام الحسين (ع) و زينب الكبرى وأم كلثوم. و فاطمة (ع) أيضاً مع آسية (ع) و مريم (ع) و خديجة (ع) سيدات نساء العالمين المذكورات فيالقرءان الكريم و هي بنفس الوقت سيدتهم. الله سبحانه و تعالى خصّ بها سورة الكوثر في القرءان الكريم.
فاطمة (ع) هي حلقة الوصل بين النبوة و الإمامة و واحدة من أهل البيت الأطهار (ع).

نشأة فاطمة (ع) بحد ذاتها ليست اعتيادية و تحتوي على الكمال و الروعة. قبل عقد نطفة فاطمة (ع) صام النبي محمد (ص) 40 يوماً انشغل فيها بالعبادة و انقطع فيها لله سبحانه و تعالى.

ورد في الروايات أنه لما حملت خديجة (ع) بفاطمة الزهراء (ع) ، كانت فاطمة (ع) تحدِّثُها من بطنها وتصبِّرها ،  وكانَتْ تَكتم ذلك من رسول الله (ص).

فدخل رسول الله ( ص ) يوماً ، فسمع خديجة تحدِّث فاطمة (ع) ، فقال (ص) لها :يَا خديجة، مَنْ تُحدِّثِينَ ؟اقالت : الجنين الذي في بطني يُحدِّثني ويُؤنِسني .

فقال (ص) : يا خديجة ، هذا جبرائيل يخبرني أنَّها أنثى ، وأنَّها النَسلَة الطَّاهِرَة المَيْمُونَة ، وَأنَّ اللهَ سَيَجْعل نَسْلِي مِنْهَا ، وسَيَجْعَل مِنْ نَسْلِهَا أئِمَّة ، ويَجْعَلهُم خُلَفَاء فِي أرْضِهِ بَعْدَ انقِضَاءِ وَحْيِه.

فلم تزل خديجة (ع) على ذلك إلى أن حَضَرَت ولادتها ، فوجهت إلى نساء قريش وبني هاشم أنْ : تعالين لتلينَّ منِّي مَا تَلي النسَاءُ من النسَاءِ .

فأرسلْنَ إليها : أنتِ عصيتنا، ولم تقبَلِي قولَنا، وتزوَّجتِ مُحمَّداً يتيم أبي طالب، فقيراً لا مال له، فلسْنَا نجيء ولا نَلِي من أمرك شيئاً .

فاغتمَّت خديجة (ع) لذلك ، فبينما هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوَة سُمْر طِوال ، كأنَّهُنَّ مِن نساءِ بني هاشم ، ففزعت مِنهنَّ لمَّا رأتْهُنَّ .

فقالت إحداهن : لا تحزني يا خديجة، فإنَّا رُسُل ربِّك إليك ، ونحن أخواتك ، أنا سارة ، وهذه آسية بنت مزاحم ، وهي رفيقتُكِ في الجنة ، وهذِهِ مريم بنت عمران ، وهذه كلثم أخت موسى بن عمران ، بَعَثَنا اللهَ  إليك لِنلي منك ما تلي النساءُ من النساء .

فجلسَتْ واحدة عن يمينها ، و أخرى عن يسارها ، والثالثة بين يديها ، والرابعة من خلفها ، فوضعَتْ فاطمةَ الزهراءِ (ع) طاهِرَة مُطهَّرة . و حسب بعض الروابات سماها اللهَ باسمها فاطمة و النبي محمد (ص) وضح أنها سميت كذلك لأنها تفطم شيعتها من النار.

حسب مصادر شيعة أهل البيت وُلِدَت فاطمة الزهراء (ع) في العشرين من جَمادي الآخرة ، من سنة خمس منالبعثة و حسب المذاهب السنية يرد أحياناً أنها وُلدت قبل البعثة. للاطلاع على المزيد من ذلك يمكن الرجوع إلىبحث ولادة فاطمة (ع).

فاطمة (ع) لها عدة ألقاب و من أخصها: الصديقة، المباركة، الطاهرة، الزاكية، الزهراء و البتول. للاطلاع على بقية الألقاب يمكن الرجوع إلى قائمة ألقاب فاطمة (ع).

و مما قاله المصطفى (ص) في ابنته ربيبة الوحي فاطمة الزهراء (ع):

 فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني. رواه البخاري في صحيحه باب مناقب قرابة الرسول ج  4 ص281 دار الحديث القاهرة.

إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها . رواه مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب فضائل فاطمة.

وفي رواية " فاطمة بضعة مني يقبضني ما يقبضها ويبسطني ما يبسطها ".

قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لفاطمة (ع):

إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك.ا رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين كتاب مناقب الصحابة ص 154 .

جاء في صحيح البخاري كتاب بدء الخليقة في باب علامات النبوة ج 4 ص 250 بسند عن عائشة قالت: أقبلت فاطمة تمشي ما تخرم مشيتها مشية النبي (ص) فقال النبي (ص): مرحبا بابنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم أسر إليها حديثا فبكت فقلت لها لم تبكين؟! ثم أسر إليها حديثا فضحكت فقلت ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن فسألتها عما قال، فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله (ص) حتى قبض النبي (ص) فسألتها فقالت: أسر إلي أن جبرائيل كان يعارضني بالقرآن كل سنة مرة وأنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي وإنك أول أهل بيتي لحاقا بي فبكيت فقال: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة فضحكت لذلك.

في الصواعق المحرقة لابن حجر ص 190 أن النبي (ص) قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: " يا أهل الجمع نكسوا رؤوسكم وغضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد على الصراط فتمر مع سبعين ألف جارية من الحور العين كمر البرق " ذكره الحاكم في المستدرك ج 3 ص 153

فاطمة (ع) تحملت من صغرها الكثير من المصاعب كما حصل في مقاطعة المسلمين في مكة كما أنها فقدت في عمر حرج أمها خديجة (ع). بعد وفاة والدتها عليها السلام كانت فاطمة (ع) دائماًعضد أبيها و راعيته حيث أنها تولت القيام بكل الأمور الحياتية التي كان النبي محمد (ص) يحتاجها في حياته اليومية كالواجبات المنزلية و الوقوف إلى جانب النبي محمد (ص) في أحرج المواقف. و لذلك سُميت فاطمة بأم أبيها بسبب هذه الرعاية. فيما بعد تزوج النبي محمد (ص) من أم سلمة لتتولى تربية فاطمة الزهراء (ع).

بعد بضع سنين من الهجرة تزوجت فاطمة (ع) من الإمام علي (ع) في الأول أو السادس من ذي الحجة في السنة الثانية أو الثالثةللهجرةمهر فاطمة (ع) نشأ من بيع درع كان للإمام علي (ع)و من ثمنه كان بإمكانه تجهيز زواجهما المبارك و الذي وكل النبي محمد (ص) لبعض الصحابة أن يشتروا منه بعض اللوازم الضرورية للتدبيرالمنزلي. ونشطت أم سلمة لكي تجهز العروس الغالية فاشترت لها قميصاً بسبعة دراهم وخماراً بأربعة دراهم وقطيفة سوداء خيبرية وسريراً مزملاً بشريط وفراشين من خيش حَشوُ أحدهما ليف ، وحشو الآخر من صوف الغنم ، وأربع مرافق من أدم الطائف حشوها إذخر ، وستراً رقيقاً من صوف ، وحصيراً هجرياً ورحى لليد ومخضباً من نحاس ، وهو إناء تغسل فيه الثياب ، وسقاءاً من أدم وقبساً للبن وشناً للماء ومطهرة مزفتة ، وجرة خضراء وكوزاً من خزف ونطعاً من أدم وعباءة قطوانية وقربة ماء . ولما أتمت  أم سلمة هذا الجهاز البسيط الرائع روعة قدسية لا متناهية ، جاءت به إلى رسول الله صلوات الله عليه فجعل يقلبه بيده الكريمة وهو يقول : بارك الله لأهل البيت . ثم إنه رفع رأسه إلى السماء وقال : اللهم بارك لقوم جل آنيتهم الخزف . وفي بعض الروايات أنه استعبر وبكى وهو يقلب جهاز حبيبته المتواضع . وكان العريس مشغولاً بدوره أيضاً يجهز بيته ويهيئه لاستقبال ابنة رسول الله . وكان جهاز الإمام علي (ع)عليه أن نشر رملاً ليناً في صحن الدار ونصب خشبة من حائط إلى حائط للثياب وبسط إهاب كبش ومخدة ليف . وفي رواية ابن سعد عن بعض من حضرن عرس فاطمة قلن : دخلنا البيت مع العروس فإذا إهاب من شاة على مصطبة ووسادة فيها ليف وقربة ومنخل ومنشفة وقدح.في السنوات التي تلت هذا الزواج المبارك انششغلت فاطمة (ع) بتربية أولادها الذين أصبحوا أبطال الإسلام فيما بعد. فقد كان لفاطمك في يوم عاشوراء الثنين من أولادها و هم الحُسين (ع) و زينب الكبرى عدا عن عدد أكبر من أحفادها. ميمونة فضة كانت تساعد فاطمة (ع) في التدبير المنزلي.

فاطمة (ع) عاشت بكل حزن مرحلة وفاة أبيها  النبي محمد (ص). الرواية معروفة التي تروي كيف أن فاطمة (ع) ظهر عليها الفرح عندما همس لها  النبي محمد (ص) في أذنها ما تبين فيما بعد أنه أخبرها أنها ستكون أول من يلحق به من أهل بيته عليهم الصلاة و السلام. بعد وفاة حبيب الله  النبي محمد (ص) عاشت فاطمة (ع) ٩٥ يوماً. خلال هده الفترة عايشت و عانت اغتصاب حق زوجها الإمام علي (ع) و استنكرت ذلك أمام العيان فيخطبة تكشف فيها ظلم أندادهم.

لمواساتها ألف الإمام علي (ع) ما سُمي من أحفادها الأئمة الأطهار عليهم الصلاة و السلام بمصحف فاطمة. و هو كتاب فيه بعض الأسرار والأخبار الغيبية و الحكم و العلوم و الأدعية، ويعتبر أوّل كتاب أُلّف في الإسلام ، فلم يكتب قبل هذا الكتاب ، وهو كتاب أملاه جبرائيل الأمين (ع) على سيّدتنا فاطمة الزهراء (ع) من وراء حجاب ، وكتبه الإمام علي بن أبي طالب (ع) بخطّه المبارك . ا ، وكان جبرائيل ( عليه السلام ) يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها وقد دخلها حزن شديد عليه، ويطيّب نفسها ، ويخبرها عن أبيها ومكانه ، ويخبرها بما يكون بعدها في ذرّيتها .االشيعة يعتقدون أن الإمام المهدي (ع) يحتفظ به. الجزء من ذلك الكتاب الدي عُرف بالصحيفة الفاطمية.

استشهدت فاطمة (ع) في الثالث أو العاشر أو الثالث عشر من جمادى الآخرة في السنة الحادية عشرللهجرة نتيجة جراحاتها المميتة التي أصابتها و هي حامل بابنها المحسن عندما قام حسب بعض الروايات أبو بكر وعمر وعثمان وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة وأبو عبيدة بن الجرّاح وسالم مولى أبي حذيفة إلى دار فاطمة (ع) لإجبارالإمام علي (ع) على البيعة. وظنّت فاطمة  أنّه لا يدخل بيتها أحدٌ إلاّ بإذنها ، فلمّا أتوا باب فاطمة ( ع) ودقّوا الباب ، وسمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها : ( يا أبتِ يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ماذا لقينا بعدك من ابن الخطّاب وابن أبي قحافة ، لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم ، تركتم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جنازة بأيدينا ، وقطعتم أمركم بينكم ، لم تستأمرونا ، ولم تردّوا لنا حقّاً ) . (تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 115)

فلمّا سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين ، وكادت قلوبهم تتصدّع ، وأكبادهم تنفطر ، وبقي عمر ومعه قوم ، ودعا عمر بالحطب ونادى بأعلى صوته : والذي نفس عمر بيده لتخرجنَّ أو لأحرقنّها على من فيها ، فقيل له : يا أبا حفص إنّ فيها فاطمة ، فقال : وإن!!

فوقفت فاطمة ( عليها السلام ) خلف الباب وخاطبت القوم : ( ويحك يا عمر ما هذه الجرأة على الله وعلى رسوله ؟ تريد أن تقطع نسله من الدنيا وتفنيه وتطفئ نور الله ؟ والله متّم نوره ) .

فركل عمر الباب برجله فاختبأت فاطمة ( عليها السلام ) بين الباب والحائط رعاية للحجاب ، فدخل القوم إلى داخل الدار ممّا سبّب عصرها ( عليها السلام ) ، وكان ذلك سبباً في إسقاط جنينها محسن .

وروى خبر الهجوم وحرق الدار في عدة مصادر و منهاـ: ابن قتيبة الدينوري في الإمامة والسياسة (ج1، ص30) والبلاذري في أنساب الأشراف (ج1، ص586) وابن عبد ربه الاندلسي في العقد الفريد (ج5، ص12) و ميزان الاعتدال للذهبي(ج1، ص139) ولسان الميزان لا بن حجر (ج1، ص292) والوافي بالوفيات للصفدي (ج5، ص347) وغيرهم الكثير. وأرخ الحادثة شعراً الشاعر حافظ ابراهيم في ديوانه ج1، ص75، طبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة.

قبل ذلك كان أبو بكر قد صادر أرضها فدك بدون أي مبرر شرعي. و استمر الحال كذلك إلى عهد الحاكمالأموي عمر ابن عبد العزيز الذي رد جُزءأً من فدك لورثتها و لكن ذلك لم يستمر طويلاُ.

في الساعات الأخيرة من حياتها حان لها أن تكاشف زوجها بما أضمرته في صدرها ـ طيلة هذه المدّة ـ من الوصايا التي يجب تنفيذها:

فقالت ( عليها السلام ) لعلي (ع ) : يا بن عمّ ، إنّه قد نُعيت إليَّ نفسي ، وإنّني لا أرى ما بي إلاّ أنّني لاحقة بأبي ساعة بعد ساعة ، وأنا أُوصيك بأشياء في قلبي.

قال لها الإمام علي (ع) : ( أوصيني بما أحببت يا بنت رسول الله ) ، فجلس عند رأسها ، وأخرج من كان في البيت ، فقالت ( عليها السلام ) : يا بن عمّ ، ما عهدتني كاذبة ، ولا خائنة ، ولا خالفتك منذ عاشرتني ؟

فقال الإمام علي (ع) : معاذ الله أنتِ أعلم بالله ، وأبرّ وأتقى وأكرم ، وأشدّ خوفاً من الله من أن أُوبّخكِ بمخالفتي ، وقد عزّ عليَّ مفارقتكِ وفقدكِ إلاّ أنّه أمر لابد منه ، والله لقد جدّدتِ عليَّ مصيبة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وقد عظمت وفاتك وفقدك ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون من مصيبة ما أفجعها ، وآلمها وأمضّها وأحزنها !! هذه مصيبة لا عزاء منها ، ورزية لا خلف لها .

ثمّ بكيا جميعاً ساعة ، وأخذ الإمام علي (ع) رأسها وضمّها إلى صدره ، ثمّ قال : أوصيني بما شئت ، فإنّكِ تجديني وفياً أمضي كلّما أمرتني به ، وأختار أمركِ على أمري.

فقالت ( عليها السلام ) : جزاكَ الله عنّي خير الجزاء ، يا بن عمّ أُوصيك أوّلاً : أن تتزوّج بعدي بابنة أختي امامة ، فإنّها تكون لولدي مثلي ، فإنّ الرجال لابدّ لهم من النساء.

ثمّ قالت ( عليها السلام ) : أُوصيك أن لا يشهد أحد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني ، فإنّهم عدوّي وعدوّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ولا تترك أن يصلّي عليَّ أحد منهم ولا من أتباعهم ، وادفني في الليل إذا هدأت العيون ونامت الأبصار .

ثمّ قالت ( عليها السلام ) : يا بن العمّ ، إذا قضيت نحبي فاغسلني ولا تكشف عنّي ، فإنّي طاهرة مطهّرة ، وحنّطني بفاضل حنوط أبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وصَلِّ عليَّ ، وليصلِّ معك الأَدنى فالأَدنى من أهل بيتي ، وادفني ليلاً لا نهاراً ، وسرّاً لا جهاراً ، وعفَّ موضع قبري ، ولا تشهد جنازتي أحداً ممّن ظلمني .

يا بن العمّ ، أنا أعلم أنّك لا تقدر على عدم التزويج من بعدي ، فإن أنت تزوّجت امرأة اجعل لها يوماً وليلةً ، واجعل لأولادي يوماً وليلةً ، يا أبا الحسن ! ولا تصح في وجوههما فيصبحا يتيمين غريبين منكسرين ، فإنّهما بالأمس فقدا جدّهما واليوم يفقدان أُمّهما .

وروى ابن عباس وصية مكتوبة لها  جاء فيها : هذا ما أوصت به فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أوصت وهي تشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأَنّ الجنّة حقّ ، والنار حقّ ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها ، وأَنّ الله يبعث من في القبور .يا علي أنا فاطمة بنت محمّد ، زوّجني الله منك لأكون لك في الدنيا والآخرة ، أنت أولى بي من غيري ، حنّطني وغسّلني وكفّني بالليل ، وصلِّ عليَّ وادفني بالليل ، ولا تُعلم أحداً ، وأستودعك الله ، وأقرأ على ولديّ السلام إلى يوم القيامة.

و هكذا نفذ الإمام علي (ع) رغبة فاطمة (ع) أن لا يحضر أبو بكر و عمر ابن الخطاب و قومهما جنازتها و دفنها سرأً مق حُفنك قليلة من خُلص أصابه. و هكدا كانت فاطمة وما زالت الشخصية الوحيدة في التاريخالإسلامي الأولي التي لا يُعرف لها ضريحالشيعة يعتقدون أن الإمام المهدي (ع) يعرف قبرها و سيُطاع عليه أتباعه بعد ظهوره. بعض العلماء يرى أن فاطمة (ع) كانت أول مسلمة تُشيع في تابوت.

في البرتغال يوجد مكان يحمل اسم فاطمة و يُعتبر من أشهر الأماكن التي يحج إليها المسيحيين الكاثوليك لأنمريم المقدسة (ع) ظهرت هناك لثلاث أطفال و أخبرتهم بعدة تنبؤات.

من الجدير بذكره أن جمعية الصراط الإسلامي الألمانية كانت أول من أصدر نشيد باللغة الألمانية عن السيدة فاطمة الزهراء (ع).