95.1.12 - 38.8.5 :هجري |
|
الإمام زين العابدين (ع) هو أكبر أولاد الإمام الحسين (ع) و بذلك يكون حفيداً للنبي محمد (ص). أمه السيدةشهر بانو. الإمام زين العابدين هو الإمام الرابع من الأئمة الإثنا عشر. أشهر ألقابه السجاد و زين العابدين لأنه كان يُعرف بطول سجوده و عبادته لله سبحانه و تعالى. كُنيتُهُ أبو الحسن. وُلد الإمام زين العابدين علي ابن الحسين عليهما السلام في الخامس من شعبان في السنة ٣٨ للهجرة في المدينة المنورة و حسب روايات أُخرى في الخامس عشر من جُمادى الآخرة في نفس السنة أو في السنة ٣٧ للهجرةحسب روايات أُخرى. عايش الإمام السجاد (ع) عصور إمامة جده الإمام علي ابن أبي طالب (ع) سنتين وإمامة عمه الإمام الحسن (ع) عشر سنوات و إمامة والده الإمام الحسين (ع) إحدى عشر سنة. و قد عاش بعد شهادة والده أربع و ثلاثين سنة. في بعض المصادر القديمة يسمى الإمام زين العابدين (ع) علي الأكبر. و لكن اسم علي زين العابدين هو الذي انتشر أكثر لمنع الالتباس بينه و بين علي الأكبر ابن الإمام الحسين الدي استشهد في يوم عاشوراء.ا الإمام زين العابدين (ع) لم يكن بامكانه أن يُقاتل إلى جانب والده في كربلاء في يوم عاشوراء بسبب مرض شديد حل به و منعه عن المشاركة في القتال. لما قتل جنود يزيد اثنين من أبناء الإمام الحسين (ع) و الذَين كان اسمهما علي أي علي الأكبر و علي الأصغر كانوا مُقتنعين أنهم قتلوا الإمام الذي كان سيأتي بعد الإمام الحسين (ع). و كان ذلك مما زاد في دهشة يزيد لما رأى الإمام السجاد علي ابن الحسين (ع) بين الأسرى الذين جيئ بهم من كربلاء. عندما رآه يزيد أراد قتله فورأً من خوفه و لكن عمته زينب بنت الإمام علي ابن أبي طالب (ع) حالت بينهم و بينه. كل ذلك و المرض الذي كان ما زال يعاني منه الإمام جعلا يزيد يتجنب الفضيحة و أعرض عن قتله. و بذلك استمر نسل الإمامة و لم يستطع يزيد محو هذا الخط الإلهي خط الأئمة الاثنى عشر كما كان يتمنى. و في ذلك الموقف وقف الإمام علي ابن الحسين (ع) متحدياً و قال يا يزيد ائذن لي حتى أصعد هذه الأعواد فأتكلم بكلمات للَّه فيهن رضا و لهؤلاء الجلساء فيهن أجر و ثواب قال فأبى يزيد عليه ذلك فقال الناس يا أمير المؤمنين ائذن له فليصعد المنبر فلعلنا نسمعمنه شيئاً فقال إنه إن صعد لم ينزل إلا بفضيحتي و بفضيحة آل أبي سفيان فقيل له يا أمير المؤمنين و ما قدر ما يحسن هذا فقال إنه من أهل بيت قد زقوا العلم زقاً. فلم يزالوا به حتى أذن له. أنا ابن علي المرتضى أنا ابن من ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا لا إله إلا اللَّه أنا ابن من ضرب بين يديرسول اللَّه سيفين و طعن برمحين و هاجر الهجرتين و بايع البيعتين و قاتل ببدر و حنين و لم يكفر باللَّه طرفة عين أنا ابن صالح المؤمنين و وارث النبيين و قامع الملحدين و يعسوب المسلمين ونور المجاهدين و زين العابدين و تاج البكاءين و أصبر الصابرين وأفضل القائمين من آل ياسين رسول رب العالمين أنا ابن المؤيد بجبرئيل المنصور بميكائيل أنا ابن المحامي عن حرم المسلمين وقاتل المارقين و الناكثين و القاسطين و المجاهد أعداءه الناصبين وأفخر من مشى من قريش أجمعين و أول من أجاب و استجاب للَّه ولرسوله من المؤمنين و أول السابقين و قاصم المعتدين و مبيد المشركين و سهم من مرامي اللَّه على المنافقين و لسان حكمة العابدين و ناصر دين اللَّه و ولي أمر اللَّه و بستان حكمة اللَّه و عيبة علمه سمح سخي بهي بهلول زكي أبطحي رضي مقدام همام صابر صوام مهذب قوام قاطع الأصلاب و مفرق الأحزاب أربطهم عنانا و أثبتهم جنانا و أمضاهم عزيمة و أشدهم شكيمة أسد باسل يطحنهم في الحروب إذا ازدلفت الأسنة و قربت الأعنة طحن الرحى و يذروهم فيها ذرو الريح الهشيم ليث الحجاز و كبش العراق مكي مدني خيفي عقبي بدري أحدي شجري مهاجري من العرب سيدها و من الوغى ليثها وارث المشعرين و أبو السبطين الحسن و الحسين ذاك جدي علي بن أبي طالب. ثم قال: أنا ابن فاطمة الزهراء أنا ابن سيدة النساء، أنا ابن خديجة الكبرى أولاده: محمد (الإمام الباقر عليه السلام)، عبد الله، الحسن، الحسين، زيد، عمر، الحسين الأصغر، عبد الرحمن، سليمان، علي، محمد الأصغر. بناته: خديجة، أم كلثوم، فاطمة، عليَّة. أشهر زوجاته: فاطمة بنت الإمام الحسن(ع) خلَفَ الإمام زين العابدين في إمامته الإمام محمد الباقر (ع). اسنُشهد الإمام زين العابدين في المدينة في الخامس و العشرين من شهر محرم للسنة الخامسة و التسعين للهجرة أو حسب روايات أُخرى في الثاني عشر من شهرمحرم عن عمر يناهز السبعة و الخمسين عاماً حيث سمّه هشام بن عبد الملك بأمر الوليد بن عبد الملك. و دُفن في جنة اليقيع إلى جانب عمه الإمام الحسن (ع). أمضى الإمام زين العابدين (ع) وقتاً طويلاً من إمامته التي استمرت أربع و ثلاثون سنة في سجون الحكام الأمويين. من أشهر ما ورد عن الإمام علي ابن الحسين السجاد (ع) كانت رسالة الحقوق و الصحيفة السجادية و التي جُمع فيها الكثير من أدعية الإمام علي ابن الحسين (ع) لا سيما و أن أدعيته تُعد مدرسة بحد ذاتها في كل المجالات و كانت السلاح الأساسي الذي اعتمد عليه الإمام السجاد (ع) لنشر أفكاره و دعوته و كان يقض بهذه الأدعية مضاجع الظالمين. و كان أشهر ما عُرف به الإمام علي ابن الحسين زين العابدين (ع) الكم الهائل من العلوم في كل المجالات فكان و مازال نبعاً عظيماً لا ينضب يبهر الععقول و يحير رواد العلم بغزارته و فاعليته و الفائدة العظيمة لكل متعطش للعلوم. كما شُهر الإمام علي ابن الحسين (ع) بالكرم الشديد و هو الذي كان يدور على المحتاجين والفقراء في عمق الليل و هو ملثم لا يعرفه أحد. و بقي الأمر كذلك حتى استشهد و عندها عرف الناس ذلك. و لعل ما حصل مع الفرزدق من تحديه لسلطان عصره ما يشير إلى عظيم تأثير الإمام زين العابدين (ع) في النفوس تأثيراً سامياً.فقد قدم هشام بن عبد الملك للحج برفقة حاشيته وقد كان معهم الشاعر الفرزدق وكان البيتالحرام مكتظاً بالحجيج في تلك السنه ولم يفسح له المجال للطواف فجلب له متكأ ينتظر دوره وعندما قدم الإمامزين العابدين علي بن الحسين (ع) انشقت له صفوف الناس حتى أدرك الحجر الأسود فثارت حفيظة هشام بن عبد الملك ولما سأله أحد مرافقيه من أهل الشام عن هوية ذلك الشخص أجابه هشام أنه لا يعرفه مع أنه كان يعرفه جيداً و لكن خشي أن ينبهر به أهل الشام فلم يتمالك الشاعر الفرزدق من كتم تبجيله واحترامه للإمام السجاد (ع) فقام مرتجلاً أمام هشام بن عبد الملك قصيدته المشهورة متحدياً قائلاً: |