اجتمع الرئيس باراك اوباما مع الجالية اليهودية في اميركا في حضور مسؤول الامن القومي سوزان رايس ونائبه جون بايدن وشرح لهم ان تقديم مشروع من نائب جمهوري للتصويت على الغاء الاتفاق النووي الذي تم بين الدول الخمس والمانيا اي ست دول مع ايران هو امر خطير وسيؤدي بالضرر على الامن في المنطقة كلها في الشرق الاوسط وآسيا، اضافة الى الضرر الذي سيصيب اسرائيل بشكل كبير.
وقال اذا قام الكونغرس بالغاء الاتفاق النووي مع ايران فان ايران ستلغي الاتفاق من جانبها ايضا وعندها سيكون من اهداف الولايات المتحدة ضرب ايران عسكريا كي لا تتقدم في المجال النووي، وبالتالي، فان ايران سترد بأمرين، اولا الطلب الى حزب الله بقصف اسرائيل بالصواريخ، واصبح لدى حزب الله كل انواع الصواريخ، البرية والجوية والبحرية، كما ان هنالك ستقوم البحرية الايرانية بارسال زوارق انتحارية ضد حاملات الطائرات والبوارج الاميركية في الخليج وباب المندب وقبالة شواطىء ايران، والبحار الموجودة هناك، ولدى ايران حوالى 1500 زورق انتحاري مليء بالمتفجرات وهنالك اشخاص ايرانيون من الحرس الثوري مستعدون للموت في سبيل تنفيذ هذه المهمة وبالتالي سيتم ضرب الاسطول الاميركي مع ان الاسطول الاميركي قادر على الدفاع عن نفسه، وقصف الزوارق الانتحارية، الا ان بعض الزوارق الانتحارية ستصل الى البوارج وحاملات الطائرات وتنفجر فيها، وكل زورق يحمل طن من المتفجرات مما سيؤدي الى ضرر كبير في البحرية الاميركية. كما ان ايران ستقصف السعودية بالصواريخ البالستية والقواعد الاميركية هناك، وبالتالي سترتكب اميركا خطأ كبيرا هو الثالث في تاريخها، حيث كان الخطأ الاول حرب فييتنام والخطأ الثاني حرب العراق والخطأ الثالث الان سيكون مع ايران اذا شنت الولايات المتحدة حربا ضد ايران، وايران قارة كبرى هي اكبر من فييتنام واكبر من العراق. وبات لديها صواريخ بالستية تصل الى 3 الاف كيلومتر، ولديها سلاح بحرية متطور والاهم سلاح الصواريخ الذي يصل الى حوالى نصف مليون صاروخ واكثر بالستي، يصل مدى هذه الصواريخ الى ما بين 500 كلم الى 3 الاف كلم، اي ان ايران قادرة على الوصول بصواريخها الى سواحل اوروبا في فرنسا واسبانيا وايطاليا. لكن ايران ستشن حرب في الصواريخ على اسرائيل، وستطلب من حزب الله شنّ حرب على اسرائيل بالصواريخ، وعندها سيكون المتضرر الاول هو اسرائيل، لذلك لماذا تسعى الجالية اليهودية واللوبي اليهودي ونتنياهو الى الغاء الاتفاق السلمي الذي تم مع ايران والتزمت به ايران، ووقعت عليه. واصبح قانونا دوليا لا تستطيع ايران الخروج منه. فما الفائدة من الضغط على الكونغرس الاميركي لالغاء الاتفاق مع ايران وتعريض اسرائيل لخطر الصواريخ الايرانية التي تصل الى 100 الف صاروخ اضافة الى الصواريخ الايرانية التي تصل الى اسرائيل بكثافة 5 الاف صاروخ في اليوم الواحد، اضافة الى حرب اميركية - ايرانية، وقال الرئيس باراك اوباما سأستعمل القوة، وسوف اضرب ايران عسكريا. ولكن الى اين سنصل بهذه الحرب، سنصل الى استنزاف الولايات المتحدة بحرب في ايران لن تنتهي بعشر سنوات، وستكون اطول من حرب فييتنام. واذا كانت حرب العراق انتهت بسرعة فلان الشعب العراقي كان يريد الانتهاء من الرئيس صدام حسين، ونحن وضعنا ثقلنا فوق العادة في العراق، اما في ايران فمساحة ايران كبيرة جدا ولا يمكن نشر الجيوش الاميركية في ايران لانها ستتعرض للخسارة كما تعرض الاتحاد السوفياتي للخسارة في افغانستان، وبالتالي فلا مصلحة للولايات المتحدة بشن حرب على ايران طالما انها وافقت على الملف النووي. وقد حصل انقسام في الجالية اليهودية التي قابلت الرئيس باراك اوباما وحصل توتر بين الفريقين، ففريق يهودي يريد القبول بالاتفاق مع ايران، وفريق يهودي يريد الغاء الاتفاق مع ايران، لان ايران ستصبح دولة كبرى ومداخيلها عظيمة ومع الغاء العقوبات الاوروبية والاميركية عنها، ستصبح دولة غنية، اضافة الى انها تقوم بتصدير النفط ولديها مخزون نفطي وغاز كبير، وليس لاسرائيل اي مصلحة في ان تصبح ايران دولة كبرى في منطقة الشرق الاوسط والشرق الادنى.
لكن الرئيس باراك اوباما بقي على رأيه، وقال انصحهم بتجنب تعريض اسرائيل لحرب جديدة وتلقي الصواريخ الايرانية من حزب الله على اسرائيل بالالاف ، ودفع الولايات المتحدة لشن حرب على ايران لن نعرف متى تنتهي، والخاسر الاكبر سيكون اسرائيل لانها ستصاب بمئات الاف الصواريخ من حزب الله وهذه الصواريخ فعالة وتصل الى تل ابيب والقدس والى كل مناطق اسرائيل، وليس من مصلحة اسرائيل واللوبي الصهيوني الدفع في اتجاه الغاء الاتفاق النووي مع ايران، في هذا الوقت يستعد الكونغرس الاميركي لبحث مشروع قانون قدمه نائب جمهوري يقضي بالتصويت على الغاء الاتفاق مع ايران، ووجه نتنياهو بيانا الى اليهود في اميركا، والى الايباك والى الكونغرس الاميركي يطالبهم فيه، بالغاء الاتفاق النووي بين اميركا والدول الخمس الاخرى مع ايران، معلنا ان ايران ستكون اكبر خطر على المنطقة كلها. وسيصوّت الكونغرس في الايام القادمة على مشروع قانون الاتفاق مع ايران. فاذا اسقط الاتفاق فهنالك مرحلة جديدة خطيرة سيدخلها العالم ولا نعرف ماذا سيحصل لان الحرب مع ايران بين اميركا وايران قد تصل الى استعمال سلاح نووي من اميركا ضد ايران، في الوقت الذي وجهت فيه موسكو وفرنسا وبريطانيا والصين رسائل تحذير الى اميركا بأن استعمال السلاح النووي عندها لن يبقى في ايران بل سينتشر في العالم، وان دولا ستستخدم السلاح النووي لضرب دول اخرى. واذا كانت الولايات المتحدة ستسمح لنفسها بضرب السلاح النووي في ايران، فان روسيا ستضرب سلاحا نوويا على اوكرانيا. وان الصين ستضرب سلاحا نوويا على الصين الوطنية، وان بريطانيا وفرنسا قد تستعمل سلاحا نوويا في الموصل في العراق او في الرقة في سوريا، لذلك الامر خطير والكونغرس الاميركي امام تصويت على اهم مشروع اتفاق حصل في القرن الحادي والعشرين والايام القادمة سوف تخبرنا بخطورة الامور وماذا سيحصل اذا صوّت الكونغرس على الغاء الاتفاق بين الدول الست الكبرى وايران.