|
هجري: 23.7.13 (قبل الهجرة) - 40.9.21 |
|||
|
الإمام علي (ع) هو ابن عم الرسول محمد (ص) و صهره و وصيه و أول إمام من الأئمة الإثني عشر و رابع من وصلت له الخلافة. الإمام علي (ع) وُلد حسب معظم الروايات في يوم الجمعة ١٣ رجب 23 قبل الهجرة الموافق 29 تموز 599ميلادي.علي ابن أبي طالب هو الإنسان الوحيد الذي وُلد في قلب الكعبة حيث أن السيدة فاطمة بنت أسد التي كانت تطوف بالكعبة جاءها المخاض أثناء ذلك ولم تجد مكان تعتصم به. فتوجهت إلى الله قائلة: "رب إني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب ، وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل ، وإنه بنى البيت العتيق ، فبحق الذي بنى هذا البيت وبحق المولود الذي في بطني لما يسرت علي ولادتي. " عندها انشق جدار الكعبة من الجانب المسمى (بالمستجار) ودخلت السيدة فاطمة بنت أسد إلى جوف الكعبة، وارتأب الصدع، وعادت الفتحة والتزقت وولدت السيدة فاطمة بنت أسد ابنها علياً هناك. كل المحاولات لفتح بابالكعبة لم تفلح فأدرك الناس أنه أمر إلهي. في روايات أُخرى يُروى أنها لم تجد مأمناً غير اللجوء إلى داخلالكعبة. من المعلوم: أن للكعبة باباً يمكن منه الدخول والخروج، ولكن الباب لم ينفتح، بل انشق الجدار ليكون أبلغ وأوضح وأدل على خرق العادة، وحتى لا يمكن إسناد الأمر إلى الصدفة. والغريب أن الأثر لا يزال موجوداً على جدار الكعبة حتى اليوم بالرغم من تجدد بناء الكعبة في خلال هذه القرون، وقد ملأوا أثر الانشقاق بالفضة والأثر يرى بكل وضوح على الجدار المسمى بالمستجار، والعدد الكثير من الحجاج يلتصقون بهذا الجدار ويتضرعون إلى الله تعالى في حوائجهم. في البداية كانت رغبة والدته أن تسميه أسد أو حيدر. و لكن عندما دخلت بيت أبي طالب سماه النبي محمد (ص) الذي كان موجود أيضاً علي. الشاب علي (ع) كان الإنسان الوحيد الذي سمح له النبي محمد (ص) بمرافقته إلى غار حراء و كان يحضر له الطعام إلى هناك. كان عمر الإمام علي (ع) تسع سنوات لما تنزل الوحي أول مرة على النبي محمد (ص) و كان أول رجل يعتنق الإسلام و أول من صلى مع النبي محمد (ص) و زوجته خديجة. كان هو الوحيد الذي صلى مع الاثنين لمدة طويلة. حسب الروايات الشيعية كان علي أيضاً بجانب غار حراء عندما أتى الوحي النبيمحمد (ص) أول مرة. لما نزلت "وأنذر عشيرتك الأقربين" جمع رسول الله صلى الله عليه الهاشميين، وهم يومئذ أربعون رجلاً، الرجل منهم يأكل المسنة ويشرب العس ، فأمر عليا أن يدخل شاة فادمها ثم قال: أدنوا بسم الله. فدنى القوم عشرة عشرة فأكلوا حتى صدروا، ثم دعا بقعب من لبن فجرع منه جرعة ثم قال لهم: اشربوا بسم الله. فشربوا حتى رووا، فبدرهم أبو لهب فقال: هذا ما سحركم به الرجل. فسكت النبي صلى الله عليه وآله فلم يتكلم، ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك الطعام. والشراب، ثم أنذرهم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا بني عبد المطلب انى أنا النذير اليكم من الله عز وجل، والبشير بما لم يجئ به أحدكم، جئتكم بالدنيا والاخرة فأسلموا وأطيعوا تهتدوا، ومن يؤاخينى ويؤازرني ويكون وليى ووصيي بعدى وخليفتي ويقضى دينى. فسكت القوم، فأعاد ذلك ثلاثا، كل ذلك يسكت القوم ويقول على عليه السلام أنا فقال النبي (ص) عن علي: هذا أخي و وصي و خليفتي فيكم فاسمعوا له و أطيعوا فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب – بإستهزاء - : أطع إبنك فقد أمره عليك. هذه الحادثة هي الأولى التي يعتمد عليها الشيعة في أن الإمام علي (ع) هو الخليفة الأحقي للنبي محمد (ص)بعد نزول الوحي أول مرة. هذه الرواية معروفة أيضاً في المصادر السنية و لكن تفسر منهم بشكل آخر.
بعد الهجرة أمر النبي محمد (ص) المهاجرين و الأنصار بالمؤاخاة. لكن الاستثناء الوحيد كان أن النبي (ص) اتخذ الإمام علي (ع) أخاً له مع أن كلاهما كان من المهاجرين. فيما بعد تزوج الإمام علي (ع) من فاطمة بنت النبي محمد (ص). من ذلك الزواج كان أولادهما الإمام الحسن والإمام الحسين عليهما السلام و زينب و أُم كلثوم. كما توفي ابنهما المحسن في بطن أمه بسبب ظروف مأساوية نشأت من البعض ضدها. الإمام علي (ع) هو الإمام الوحيد الذي كان أباً لإمامين. لأن الإمام علي (ع) وُلد له من إحدى النساء التي تزوجها فيما بعد بنت سماها فاطمة أحد ألقاب الإمام علي (ع) كان رجل الفواطم لأن كل من أمه و زوجتين من زوجاته و ابنت له من زواجه بعد شهادة السيدة فاطمة (ع كانت تسمى بفاطمة. كان الإمام علي (ع) بطل المعارك خلال حياة النبي محمد (ص) و شُهر بسيفه ذو الفقار. شارك في كل المعارك دفاعاً عن الإسلام باستثناء غزوة تبوك حيث كان عليه أن ينوب عن النبي محمد (ص) في المدينة.النبي محمد (ص) لم يدع أبداً أحداً ينوبه في موطنه المدينة في جميع المجالات غير علي ابن أبي طالب (ع). في معركة بدر كان الإمام علي (ع) أحد الثلاث مقاتلين الأوائل. حسب تقاليد القتا ل وقتها تقدم من كل طرف ثلاث أشخاص الذين يُعدون الأقوى في ساحة الحرب. علي (ع) قتل في النهاية اثنين من مقاتلين مكة و هماالوليد و عتبة. كان ذلك مما ثبط عزيمة المشركين الذين خسروا المعركة في النهاية. في معركة أُحُد وقف الإمام علي (ع) أمام النبي محمد (ص) يحميه و يفديه بنفسه و أنقذ حياته في الوقت الذي حًبُن فيه الكثير من الأصحاب و و حتى أن بعضهم نشروا غدعاء أن النبي محمد (ص) قد قُتل. النبي محمد (ص) قُبيل وفاته شدد و أكد مرة أُخرى في غدير خُم من خلال الخطبة الغراء التي ألقاها هناك على خلافة الإمام علي (ع) له. لما توفي النبي محمد (ص) تولى الإمام علي (ع) غُسل الميت له. أثناء ذلك و بغياب الإمام علي (ع) كان قد اجتمع بعض الأصحاب في السقيفة و قرروا بعد سجال مشحون جعل أبو بكر أول خليفة. أثناء خلافة أبو بكرسُلبت زوجته فاطمة (ع) حقها و استشهدت بعقب هجوم همجي حصل على بيتهما. خلال الست أشهر التي اعتزل بها الإمام علي (ع) الناس في بيته جمع القرءان على شكل كتاب. كانت حصيلة ذلك مصحف يختلف عن المصحف المتعارف عليه اليوم بأن ترتيب الآيات فيه يأتي بنفس ترتيب نزولها و سُمي ذلك المصحف بمصحف علي. بعد قتل الخليفة الثالث عثمان ابن عفان أصبح الإمام علي (ع) خليفة للمسلمين. لما ألغى الإمام علي (ع) بعض الامتيازات التي كان بتمتع بها بعض الصحابة و التي أُعطيت إليهم من الخلفاء السابقين لا سيما المادية منها أُشعلت بسبب ذلك حُروب إسلامية داخلية مثل حرب الجمل بقيادة عائشة بنت أبي بكر و معركة صفين ضدمعاوية ابن أبي سفيان و معركة النهروان ضد الخوارج. لقب أمير المؤمنين الذي لا يطلق إلا عليه استغله بعضالخلفاء اللاحقين و و استخدموه أيضاً. بعد حياة مليئة بالتضحية و العطاء و روعة بالبلاغة و العلوم تم اغتيال الإمام علي (ع) في التاسع عشر من شهررمضان المبارك من سنة 40 هجرية في أول ليلة من ليالي القدر و ذلك بعد أن ضربه عبد الرحمن ابن ملجم على رأسه المبارك و هو ساجد يؤم الناس في صلاة الصبح في مسجد الكوفة و تُوفي في 12 رمضان في ثاني ليلة من ليالي القدر عن عمر ناهز 36 عاماً و هو نفس العُمر الذي بلغه النبي محمد (ص). ابنه و خليفته فيالإمامة الإمام الحسن (ع) تولى تغسيله غسل الميت و دثفن الإمام علي (ع) في النجف الأشرف. يعد وقت طويل من استشهاده بُني مسجد فوق ضريح الإمام علي (ع).
|
|||
ضريح الإمام علي (ع) في 