في ظل ما تشير اليه المعلومات الامنية من عودة لايادي الارهاب التكفيري للعبث بالامن اللبناني مجددا ، باتت مدينة طرابلس تعيش حالة من الاستنفار الامني بعد الانفجار الانتحاري الذي استهدف جبل محسن، وما تبعه من عملية ناجحة لعناصر الامن العام الذين استطاعوا الكشف عن عبوة عند طريق مجدليا زغرتا، والتي تعتبر نقطة ربط رئيسية بين مناطق طرابلس وزغرتا، واحبطوا في ذلك احدى حلقات مخطط المجموعات التكفيرية، ومنعها من استكمال مشهد استهداف طرابلس.
الاحداث الامنية المتسارعة في طرابلس، دفعت الجيش اللبناني والقوى الامنية، الى تكثيف جهودهما والاستمرار في تنفيذ المداهمات والملاحقات لتوقيف مطلوبين ومتورطين داخل طرابلس وخارجها ، والتي اثمرت في " احباط مخططاً لتنفيذ سلسلة عمليات إنتحارية أعقبت تفجيري جبل محسن"، فأوقفت كلاً من بسام النابوش وإيلي الوراق (الملقب أبو علي) والسوري مهند علي عبد القادر، الذين كانوا يتحضرون للقيام بعمليات إرهابية تستهدف مراكز الجيش وأماكن سكنية"، وتمكنت من تحقيق انجاز جديد عبر عملية نوعية نفذها الجيش في التبانة واوقف مطلوبين اثنين ينتميان لخلية ارهابية هما "ج . ن" و "م. ح" وضُبط في مخبئهما عدد من الاحزمة الناسفة المعدة للاستعمال بالاضافة لعبوات مصنعة حديثاً وكميات كبيرة من الذخائر والقنابل اليدوية والاعتدة العسكرية ، ولكن وبحسب مصادر مطلعة فانه وبالرغم من خطورة هؤلاء الموقوفين، فإن المطلوبين الاساسيين لا زالوا خارج نطاق التوقيفات، خاصة المتهمين في توريط العديد من ابناء طرابلس، واستغلالهم في تنفيذ عمليات انتحارية لصالح جبهة النصرة وداعش.
النابوش: كشف تورط شادي المولوي بالانتحاريين
تؤكد المعلومات ان المعطيات التي كشفتها قيادة الجيش ، كانت نتيجة متابعة ميدانية كبيرة .فالنابوش هو من احد اخطر المطلوبين المرتبطين بالارهابي شادي المولوي، وهو مطلوب بعدة مذكرات توقيف، بعد مشاركته في الاعتداءات الاخيرة التي وقعت ضد الجيش في طرابلس، وهو احد الاعضاء الرئيسيين في مجموعة شادي المولوي ، والنابوش بحسب مصادر ميدانية، كان واحد من مجموعة مؤلفة من عدة اشخاص لا تزال على تنسيق مع المولوي المتواجد في عين الحلوة، حيث يعمل النابوش على تجنيد شبان انتحاريين من داخل احياء مدينة طرابلس، وينقلهم الى المولوي الذي بدوره يسهل لهم التواصل مع جبهة النصرة في القلمون التي تعمل على استقبال هؤلاء وتحضيرهم فكرياً ، ومن ثم تحدد لهم الامكنة المطلوب تنفيذ عمليات انتحارية فيها.
توقيف النابوش، اعاد الارهابيين شادي المولوي واسامة منصور ، الى الواجهة الطرابلسية مجدداً . ما كشفته التحقيقات من تورط كبير للمولوي في تأمين انتحاريين من داخل طرابلس، دفع اوساط سياسية الى التساؤل عن الطريقة التي يتبعها المولوي ومنصور في التواصل مع هؤلاء الشبان، مشيرة الى وجود شبكة كبيرة لا تزال تعمل تحت امرة المولوي داخل احياء المدينة وهو ما دفع الكثيرين من ابناء طرابلس للسؤال عن الطرق الانسب التي تجنب المدينة مزيداً من الضحايا، وعن امكانية توقيف كل متورط لا يزال موجود في طرابلس او خارجها، وابرزهم شادي المولوي واسامة منصور، اللذين وبالرغم من مغادرتهم المدينة بعد المعركة الاخيرة التي وقعت بينهم وبين الجيش، فهما لا يزالان يملكان العديد من اوراق القوة داخل طرابلس، اما عبر الشبان الذين كانوا يقاتلون من ضمن مجموعاتهم، ، واما عبر العلاقة التي تربط جبهة النصرة بالمولوي الذي يزودها بالمعلومات الجغرافية والامنية اللازمة والمطلوبة عن احياء طرابلس ، وكان اخرها اختياره (المولوي) الانتحاريين طه الخيال وبلال مرعيان، لتنفيذ العملية داخل جبل محسن كونهما يعرفان تفاصيل المنطقة جيداً.
الجيش لا يزال مستهدفاً في طرابلس
بالرغم من كل تلك الاخطار التي تعيشها طرابلس، لا يزال الجيش اللبناني الوجهة الاساسية المستهدفة . على الرغم من النجاحات الكبيرة للمؤسسة العسكرية في احباط مخططات ارهابية وتوقيف عدد كبير من الارهابيين والمطلوبين، ،اكدت "مصادر امنية" انها لا تستبعد ابداً ان احد اهداف العبوة التي عثر عليها عند طريق مجدليا كان دورية تابعة للجيش اللبناني ، خاصة ان تلك الطريق يسلكها عدد من دوريات الجيش للوصول الى مناطق القبة وزغرتا وابي سمراء، وهي من دون شك كانت تهدف مجدداً الى اثارة بلبلة داخل المناطق الطرابلسية .
وتؤكد المصادر، ان عدم استبعاد الجيش امكانية استهدافه، هو طموح الخلايا المسلحة التابعة للمولوي في اعادة احياء نفسها ، اما من خلال اعادة مسلسل القاء القنابل ليلاً، او عبر العبوات التي كانت تستهدف دوريات للجيش في طرابلس.
بدون شك، ان طرابلس لا تزال وجهة اساسية للنصرة وداعش، حيث لا يزال يوجد ارضية وبيئة جاهزة لتلقي الافكار التكفيرية وحملها، ومما لا شك فيه ايضاً، ان تنظيم النصرة وداعش ليس في استطاعتهما الحصول على كل تلك المعلومات، الا من خلال معاونة العديد من المجموعات الموجودة داخل المدينة، والتي ترتبط وتنسق وتأتمر وتنفذ مع شادي المولوي واسامة منصور في عين الحلوة.